في 2010 تلقيت دعوة شخصية رسمية من معمر القذافي بعد أن قرأ مقالي لا سيما الجملة على لسان أمي “ان شاء الله ما أسكر عيوني وأموت قبل أن أرى ليبيا ثانية”
ولد رفائيل لوزون رئيس اتحاد يهود ليبيا في بنغازي واضطر لمغادرتها عام 1967 على ضوء المضايقات التي تعرض لها اليهود هناك بعد نكسة العرب. مضايقات وصلت إلى حد المذابح والتي فقد في إحداها ثمانية من أقاربه. يستذكر لوزون طفولة جميلة وكريمة انتهت بلحظة حين أخبرت سلطات البلاد اليهود أن عليهم المغادرة لعدم قدرتها توفير الحماية لهم.
في 2010 تلقيت دعوة شخصية رسمية من معمر القذافي بعد أن قرأ مقالي لا سيما الجملة على لسان أمي “ان شاء الله ما أسكر عيوني وأموت قبل أن أرى ليبيا ثانية”
ولد رفائيل لوزون رئيس اتحاد يهود ليبيا في بنغازي واضطر لمغادرتها عام 1967 على ضوء المضايقات التي تعرض لها اليهود هناك بعد نكسة العرب. مضايقات وصلت إلى حد المذابح والتي فقد في إحداها ثمانية من أقاربه. يستذكر لوزون طفولة جميلة وكريمة انتهت بلحظة حين أخبرت سلطات البلاد اليهود أن عليهم المغادرة لعدم قدرتها توفير الحماية لهم.
مشاركة جده الثوار الليبيين في حربهم ضد المستعمر الإيطالي على ما أكد في حديثه، لم تشفع له بالبقاء في بلده. أصدر مؤخرا كتاب ‘الشفق الليبي’ -قصة يهودي ليبي.
I24NEWS تستضيف رافائل لوزون رئيس اتحاد يهود ليبيا وتعرج المحادثة على محطات عدة عبر تاريخ ليبيا، منذ ما قبل نشأة الدولة الإسرائيلية وما بعدها، لكن الضيف لا ينفك يبوح عن شوقه لبلده وبلد أجداده التي أجبرته الظروف السياسية على مغادرته فيما يحدوه الأمل بالعودة إليه ثانية. يقول لوزون ولدت عام 1954 في المدينة القديمة في بنغازي، ليبيا يهوديا، هاجرت من ليبيا بعد حرب الـ -67 . الطفولة في ليبيا كانت ممتازة جدا.
“لغاية عام 1948 عدد اليهود الليبيين وصل 38 ألفا هاجر القسم الأكبر منهم بعد عام 1948 ومنهم من هاجر بعدها. من عام 1951 حتى 1967 كان هناك سبعة آلاف يهودي، 6 آلاف في طرابلس والباقون في بنغازي”.
الكتاب تحدث عن حرب 1967 كمحطة فارقة في تاريخ اليهود الليبيين في ليبيا والسؤال المطروح ما الذي حدث في هذا العام؟
بداية خرجت مظاهرات ضد اليهود بدون عنف، وبعد ذلك في 5 حزيران يونيو 67 أعلنت الإذاعة اندلاع المعارك.. هجموا على اليهود وأحرقوا المخازن والأعمال التجارية التابعة لهم في طرابلس وبنغازي حتى أنهم قتلوا 18 يهوديا من عائلتي عمي أخي أبي وستة صغار.
“كانت صدمتي في تلك السنة أني فتحت عيوني لأكتشف أني لست ليبيا بعد الآن وإنما يهوديا. كانت تلك صدمة”. في الكتاب يذكر انه تم إخراجهم من منازلهم نحو معسكر إيطالي.
هل كنتم تأملون بالبقاء في ليبيا أم فعلا أردتم مغادرة البلاد؟
يشير المتحدث إلى وجود اليهود في ليبيا على مدى ألفين إلى ألفين ومائة عام ويؤكد أن اليهود والأمازيغ هم أقدم سكان في ليبيا والعرب الذين جاؤوا من شبه الجزيرة العربية جاؤوا ليبيا بعد 600 عام بعد الميلاد وبفترة الملكية من 51 إلى 67 كان اليهود جزءا من الليبيين والدولة الليبية يشتغلون ويدفعون الضرائب ولم تكن هنالك أي مشكلة.
بروح الناصرية خرج طلاب الجامعات في 66 و67 إلى الشوارع في مظاهرات، لكن بدون عنف، مظاهرات فقط. “والعيشة كانت كويسة، كنا نعيش معا في ليبيا يهود ونصارى ومسلمين ويونانيين…ولم تكن أية مشكلة. بعد بقائنا عشرين يوما في المعسكر جاء ضباط في الجيش، وبُلغنا بأن الجيش لن يدافع عنا بحال عدنا إلى بنغازي ووقع هجوم علينا، أو أن نهاجر إلى أيطاليا. كلهم تهجروا إلى إيطاليا وروما تحديدا.
في توقف عند العلاقة مع الملك ادريس في تلك السنوات، قال لوزون: “كان الملك يزورنا كجالية ويهنئنا في أعيادنا..كنا نتبادل الزيارات في الأعياد مع الجيران المسلمين ونقيم الحفلات لبعضنا البعض، كان في ثقة واحترام وللأسف الشديد في ليلة واحدة انتهى كل شيء..”.
وفي سؤال حول ما إن كانت هنالك محاولات إسرائيلية لتطبيع العلاقات، قال الضيف في إجابة لفها السكون بادء الأمر: “نو كومنت.”
وأضاف لوزون: في 2010 تلقيت دعوة شخصية رسمية من معمر القذافي بعد أن قرأ مقالي حول حقوقنا كيهود ليبيين عاشوا في ليبيا جيلا بعد جيل، لا سيما جملته على لسان أمه التي قالت “ان شاء الله ما أسكر عيوني وأموت قبل أن أرة ليبيا ثانية”. فجاءته الرسالة تقول: “لابد أن تأتي لتزور ليبيا واحضر معك الوالدة”.
هل هو برأيك أراد مصالحة اليهود أم مصالحة إسرائيل من خلال هذه الدعوة؟
في السنوات الأخيرة هو تغير (بعد أن كان شديد العداء لليهود) وبعد لوكربي (إسقاط الطائرة بان ام 103- فوق لوكربي في اسكتلندا) وكان لي علاقة مع ابنه سيف الإسلام الذي أبدى انفتاحا وتحدث عن عودة اليهود الليبيين لكن كان بس كلام.
ماذا دار بينك وبين القذافي؟
سألني إن كنت أريد التعويضات وقلت له إني أرفض التعويضات، أنا فقط أطلب العدالة لعائلتي التي قتلت والمدفونين في قبر واحد. وأن توضع لافتة تفيد بأنه “هنا دفنوا أفراد عائلة لوزون”. ووعده الرئيس بإعادة جواز السفر الليبي وترميم مقبرة اليهود التي تعود لألفي عام وتعرضت للتهديم. “بعدين صارت الثورة..”.
ونفى المتحدث نفيا قاطعا أن يكون القذافي قد سلمه رسالة للحكومة الإسرائيلية.
وفي سؤال أكثر إلحاحا من جانب المقدم الذي سأل عن طبيعة العلاقات كيف كانت ستبدو لولا قامت الثورة في ليبيا قال الضيف: نو كومنت. أنا قرأت في الجرائد عن اتصالات بين اسرائيل وخليفة حفتر الذي خلف الرئيس القذافي. علما أن القذافي حاول اجتذاب لوزون وبطاقة التطبيع لإنقاذ نفسه على ما يظهر اللقاء ولم يحد كثيرا عنه حفتر نفسه الذي خاض محادثات سرية للتطبيع تحدث عنها في احد اللقاءات مع i24news الوزير في حكومة نتنياهو السابقة أيوب القرا.
وأكد لوزون أن لا علاقة له فيما خص إسرائيل وليبيا، “أنا عندي علاقة مع ليبيا كليبي، إنما ليس عندي دور بين الدولتين”. وتابع:
“رتبت مؤتمرا كبيرا في جزيرة رودس في عام 2014 وتحدثت الى وزير في الحكومة الإسرائيلية من أصل ليبي هو يومطوف سامية وكذلك إلى وزير الاتصالات أيوب القرا وحضر طاقم من الجزيرة لتغطية المؤتمر الذي امتدت أعماله على ثلاثة أيام. ولم يُنظر في إسرائيل وايطاليا وليبيا بعين الرضا إلى ذلك المؤتمر”.
أنت عدت الى ليبيا عام 2014 بعد الإطاحة بالقذافي، وكانت تلك تجربة مرعبة لك فما الذي حدث؟
صحح لوزون ضيفه قائلا في 2012. تعرضت للخطف في الفندق الذي نزلت به ووضعوني في معسكر في بنغازي تابع للكتيبة الإسلامية، وبعد عدة أيام توصلوا إلى أنني ليبي نظيف كالثلج إنما شغل بالهم موضوع دعوتي من قبل القذافي مرتين، ولماذا جلس معي تقريبا ساعتين وزير الخارجية وتم إطلاق سراحي بعد ثمانية أيام. أضف إلى تفعيل الحكومة الإيطالية ضغطا دبلوماسيا كبيرا بوصفي أحمل الجنسية الإيطالية..”.
-هل تعتقد ان ليبيا بوسعها الانضمام إلى اتفاقيات ابراهيم والتطبيع مع إسرائيل؟
بعد تفكير.. الأوضاع ليست هادئة في ليبيا هناك حكومتان..في ليبيا..عليهم أولا أن يرتبوا أمورهم الداخلية..نعم هنالك تغيير في طريقة فهم الأمور وسط العديد من الليبيين وأنا أتلقى العديد من الرسائل الالكترونية، على رجوع اليهود ويوجد اطلاع على كتابي الشفق الليبي.